إقتراح بروتوكول


    مقدمة  
تعد الأسرة هي رحم المجتمع ، و لا يخفى على الجميع اهمية اللبنة الأولى في المجتمع  ألا و هي شريحة الأطفال  التي من خلالها يوضع الأساس القوى للمجتمع ، إذا أُريد لمجتمع أن يكون متطوراً فمن تللك اللبنة .
و يعد السلوك المضاد للمجتمع من اخطر ما يهدد أمن و إستقرار أي مجتمع ، و هذه المشكلة قديمة منذ بَدْءِ الخليفة ، هو سلوك شاذ من الناحية النفسية والاجتماعية ، حيث يتعرض أفراد المجتمع إلى فقدان الطمأنينة النفسية ، و إ نتشار مظاهر الخوف والقلق وفقدان الأمن والثقة في الآخرين ، كما يؤدي إلى تفكك الروابط الإجتماعية وغيرها من الآثار السلبية التي تودي إلى ضياع الفرد والمجتمع .
إن شعورنا بهذه المشكلة والخوف من تفاقم هذه الظاهرة وخطورتها والعوامل المؤدية إلى حدوث السلوكيات الغير مقبولة إجتماعيا من قبل الأطفال و مدى انتشارها ، هذا من أهم الأسباب التي دفعت الباحثة إلى اختيار موضوع البحث حيث تم اقتراح بروتوكول للكشف المبكر عن المؤشرات الأولية للسلوكيات المضادة للمجتمع لدى الأطفال ، ويحتاج هذا البروتوكول إلى دراسة معمقة ودقيقة في مجال التطبيقي الميداني ، مما يساعدنا على التنبؤ مسبقا قبل تفاقم الظاهرة وهذا  ببناء برامج وقائية للحد من السلوكيات المضادة للمجتمع لدى الأطفال مستقبلا .


  الدراسات السابقة :
تعتبر الدراسات السابقة الحافلة بالمعلومات  إذ من خلالها نتمكن من رصد الظاهرة ، كونها تساعدنا على التبصير بالإيجابيات الموضوع قليلة بالمقارنة بغيرها .
ü  دراسة البحيري (1990) : المشكلات السلوكية لدى أطفال الملاجئ ، هدفت الدراسة إلى معرفة مدى انتشار المشكلات السلوكية لدى أطفال الملاجئ
و الكشف عن العوامل المسببة لها ، وقد تكونت عينة الدراسة من أعمارهم من
(6-13) سنة ، و استخدم الباحث منها سجلات المؤسسة ، و المقابلة لأفراد العينة و المشرفين عليهم و اختبار " تفهم الموضوع للأطفال" ، و قائمة المشكلات السلوكية تتكون من أربعة مقاييس فرعية كل منها يتناول مجموعة من المشكلات السلوكية ، و قد أظهرت النتائج أن أكثر المشكلات الاجتماعية ، الاكتئاب ، و اضطرابات الحركة و الكلام ،كما أظهرت النتائج بأنه لا يوجد تأثير لكل من العمر و درجة الحرمان على جميع المشكلات السلوكية

ü  دراسة اللهيبي عبد الستار و عبد الجبار عبد الكريم(1995)   :استهدفت الدراسة بناء مقياس لسلوك المضاد للمجتمع ، و الكشف عن مستوى السلوك المضاد للمجتمع  لدى أبناء المعوقين ، و الكشف عن دلالة الفروق بين أبناء المعوقين و غيرهم من غير المعوقين ، تبعا لمتغيرات الجنس ، نوع العوق ، سبب العوق ، عمر الابن ، تألفت عينة الدراسة من (300) طالب و طالبة من أبناء المعوقين و ابن غير المعوقين ، و تم تطبيق المقياس الذي قام الباحث بإعداده لهذا الغرض ، و استخدم الباحث مربع كاي والاختبار التائي و معامل ارتباط بيرسون ، و معادلة سبيرمان براون ، و تحليل التباين ، و وسائل أخرى ، و أظهرت النتائج أن متوسط درجة السلوك المضاد للمجتمع أقل من المتوسط النظري ، و وجود فروق ذات دلالة إحصائية لصالح أبناء المعوقين .
ü  دراسة الهاشمي رشيد ناصر خليفة (2001) : استهدفت الدراسة معرفة مستوى السلوك المضاد للمجتمع لدى طلبة الجامعة ، ومعرفة الفروق في مستوى السلوك المضاد للمجتمع بين طلبة الجامعة وفقا للمتغيرات (الجنس – التخصص) ، تألفت عينة الدراسة من (350) طالب و طالبة من المرحلة الرابعة في جامعة بغداد ، وتم تطبيق المقياس الذي أعده الباحث لهذا الغرض ، واستخدم الباحث اختبار التائي و معامل ارتباط بيرسون ، وأشارت النتائج إلى ان متوسط درجات الطلبة على مقياس السلوك المضاد للمجتمع كانت أقل من المتوسط النظري ، أي أن طلبة الجامعة ليس لهم سلوك مضاد للمجتمع ، و ظهر وجود دال الجنس و لصالح الذكور ، و ظهر وجود عامل التخصص و لصالح التخصص العلمي .
ü  دراسة كل من إبتسام محمود محمد و لبنى هاشم لطفي (2010)  :استهدفت الدراسة معرفة مستوى السلوك المضاد للمجتمع لدى طلبة الجامعة ، تألفت عينة الدراسة من (350) طالب و طالبة من جامعة الموصل ، و قد تم تطبيق المقياس التي قامتا الباحثتان بإعداده لهذا الغرض ، و استخدمتا الباحثتان معاملات الارتباط و الاختبار التائي ، و تحليل التباين ، و أظهرت النتائج أن الفرق ذو دلالة إحصائية أي أن أفراد العينة يمتلكون مستوى منخفض من السلوكيات المضاد للمجتمع أقل من المتوسط الفرضي .

الإشكالية:
تعاني الإنسانية من سلوكيات المضادة للمجتمع التي يُصدِرها بعض الأفراد و التي تعيق  مسيرة التقدم و الرقي المجتمع ، و تمس فئة عمرية متقدمة من العمر، وتشير النتائج بعض البحوث الاجتماعية  إلى أن نسبة كبيرة من الجانحين اليوم هم مجرمو المستقبل إذا  لم نتخذ أساليب الرعاية و التوجيه التي تمكنهم من التكيف و الاندماج فيه المجتمع ، تظهر هذه السلوكيات بشكل واضح خلال فترة المراهقة و حتى الطفولة المتأخرة ، و قد أشارت الإحصاءات الخاصة الانحراف و الجريمة على أن يقارب من (50%) من جنوح الأحداث يقع في الفئة العمرية التي تتراوح بين (13-17) .
(مدبوني جلال 1985 ، ص27)
إنّ الأشخاص الذين لديهم اتجاه ضد المجتمع يعرفون المعايير الاجتماعية و لكنّهم بكل بساطة لا يقبلونها و يتصرفون كما لو كانت هناك قواعد خاصة بهم تحكم سلوكهم .
 إنّ الكثير من السلوك المضّادة للمجتمع في مرحلة الطفولة يحصل في مواقف جماعية مع الأقران و لاسيما في الدول الصناعية ، فقد أشارت دراسة "أكنو و برزين" 1997 "Agnew&bezin" ، إن الكثير من المراهقين العدوانيين لديّهم تاريخ من العلاقات الضعيفة مع الأقران و إن هذه المشاكل تعد مؤشرا قويا للسلوك المضّاد للمجتمع .
(SteibergLaureu2002 , P 441)
و نظرا لأهمّية و خطورة موضوع السلوك المضّاد للمجتمع فقد تناولت العديد من الدراسات هذا الموضوع لدى الشباب و أشارت نتائجها أن كثيرا من الأسبّاب الضياع والصرع و التشرد والتمذهب بالمذاهب الضّارة ، و إنّما تعود إلى ما يتعرض له الشباب من إحباط و إهمال و سوء معاملة أو نقص في تلبية الحاجات و إشباع هواياتهم .
(السامراني مهدي صالح 1994 ، ص 2)
و من نتائج هذه الدراسات يتضح لنا أن السلوك المضّاد للمجتمع رغم التوجه العقابي و العلاجي لهذه الظاهرة إلا أن ذلك لم يحد من ذيوعها و انتشارها بل ازدادت أكثر، و توسعت قاعدتها العمرية ، بحيث أصبحت تشمل فئة الأطفال ، و هو ما يدل على فشل المنهج العلاجي و أساليب التدخل الحالية للتصدي لظاهرة السلوكيات المضّادة للمجتمع و التي تمثل تهديدا متناميا لأمن المجتمع و استقراره .
و من هنا نطرح ضرورة تغيير الأسلوب ، و هو التعامل مع هذه الظاهرة بحيث يصبح التدخل استباقي ، بمعنى آخر وجوب استخدام المنهج الوقائي الذي يهدف إلى الوقاية من الوقوع في المشكلات و الأمراض النفسية و السلوكيات المنحرفة و المضادة للمجتمع ، ويهتم هذا المنهج بالأفراد الأسوياء من مختلف الأعمار ، كما يهتم أيضا بالمعرضين للخطر كالأطفال و المراهقين و أطفال الأسر المتصدعة و الفئات الفقيرة و المحرومة ثقافيا و الأطفال اليتامى و الجانحين بهدف الحد من معدلات انتشار كل ما يعوق نموهم و تفوقهم و صحتهم النفسية السليمة .
و يستند هذا المنهج الوقائي في احد مجالاته على أسلوب الكشف المبكر للمؤشرات الأولية المنذرة لسلوكيات المضّادة للمجتمع ، التي تتمثل في جملة من الإجراءات التي يتوجب اتخاذها ، غير أن فشل هذه الإجراءات للكشف يحتاج إلى ضبط مُحكم ضمن بروتوكول متكامل ، حيث يتضمن على أساليب الكشف العادية و المبكرة ، التي تمكن الأخصائيين من رصد هذه المؤشرات الأولية المنذرة بشيء من المصداقية ، رغم وجود صعوبات في تصميم اختبارات و مقاييس و أدوات القياس ذات  صلاحية ، هذا وفي ظل ندرة هذه البروتوكولات ، نحاول في هذا البحث أن نقترح بروتوكولا أوليا يشمل  على أدوات تقدير و الكشف التالية :
*مقياس للكشف المبكر عن المؤشرات المنذرة لسلوكيات المضادة للمجتمع (موجه للأطفال) .
*مقياس للكشف المبكر عن المؤشرات المنذرة لسلوكيات المضادة للمجتمع (موجه للأولياء) .
*بطاقة العوامل المؤشرة لسلوك المضاد للمجتمع من خلال دراسة ملفات هذه الفئة .
و هذه الأدوات التي يمكن أن تمدنا بمعطيات تسمح لنا بتحديد بعض من هذه المؤشرات التنبؤية ، و هو الأمر الذي يساعد الأخصائيين على تحديد و تشخيص هذه الفئة ، و تصميم برامج وقائية للحد من هذه السلوكيات المضادة للمجتمع  لدى الأطفال ، والكشف عن هذه المشكلة يساعد على منع حدوثها مستقبلا أو التخفيف من حدتها ، ومن هنا يمكن تحديد مشكلة الدراسة في التساؤلات التالية :
·        هل يعاني الأطفال من المؤشرات المنذرة لسلوكيات المضادة للمجتمع وفق تقديرهم؟
·        هل يعاني الأولياء من المؤشرات المنذرة لسلوكيات المضادة للمجتمع وفق تقديرهم؟
·        ما هو ترتيب المؤشرات المنذرة لسلوكيات المضادة للمجتمع وفق التقدير الذاتي    للأطفال ؟
·        ما هو ترتيب المؤشرات المنذرة لسلوكيات المضادة للمجتمع وفق التقدير الذاتي     للأولياء ؟
·        هل توجد علاقة ارتباطيه ذات دلالة إحصائية بين عوامل المخاطرة و عوامل الوقاية لدى الأطفال ؟
·   هل توجد علاقة ارتباطيه ذات دلالة إحصائية بين المؤشرات المنذرة لسلوكيات المضادة للمجتمع وفق التقدير الذاتي ( الأطفال ) و عوامل المخاطرة ؟
·   هل توجد علاقة ارتباطيه ذات دلالة إحصائية بين المؤشرات المنذرة لسلوكيات المضادة للمجتمع وفق التقديرالذاتي للأولياء و عوامل المخاطرة ؟
·   هل توجد علاقة ارتباطيه ذات دلالة إحصائية بين المؤشرات المنذرة لسلوكيات المضادة للمجتمع وفق التقدير الذاتي ( الأطفال ) و عوامل الوقاية؟
·   هل توجد علاقة ارتباطيه ذات دلالة إحصائية بين المؤشرات المنذرة لسلوكيات المضادة للمجتمع وفق التقدير الذاتي للأولياء و عوامل الوقاية؟
·        ما هو ترتيب الأبعاد المنذرة لسلوكيات المضادة للمجتمع وفق التقدير الذاتي        ( الأطفال )؟
·        ما هو ترتيب الأبعاد المنذرة لسلوكيات المضادة للمجتمع وفق التقدير الذاتي         ( الأولياء )؟
1.  فرضيات البحث :
·        يعاني الأطفال من المؤشرات المنذرة لسلوكيات المضادة للمجتمع وفق تقديرهم        .
·         يعاني الأولياء من المؤشرات المنذرة لسلوكيات المضادة للمجتمع وفق تقديرهم .
·        تباين المؤشرات المنذرة لسلوكيات المضادة للمجتمع وفق التقدير الذاتي للأطفال  .
·        تباين المؤشرات المنذرة لسلوكيات المضادة للمجتمع وفق التقدير للأولياء .
·        توجد علاقة ارتباطيه ذات دلالة إحصائية بين عوامل المخاطرة و عوامل الوقاية لدى الأطفال .
·   توجد علاقة ارتباطيه ذات دلالة إحصائية بين المؤشرات المنذرة لسلوكيات المضادة للمجتمع وفق التقدير الذاتي للأطفال  و عوامل المخاطرة .
·   توجد علاقة ارتباطيه ذات دلالة إحصائية بين المؤشرات المنذرة لسلوكيات المضادة للمجتمع وفق التقدير للأولياء و عوامل المخاطرة .
·   توجد علاقة ارتباطيه ذات دلالة إحصائية بين المؤشرات المنذرة لسلوكيات المضادة للمجتمع وفق التقدير الذاتي للأطفال  و عوامل الوقاية .
·   توجد علاقة ارتباطيه ذات دلالة إحصائية بين المؤشرات المنذرة لسلوكيات المضادة للمجتمع وفق التقدير للأولياء و عوامل الوقاية .
·        تباين الأبعاد المنذرة لسلوكيات المضادة للمجتمع وفق التقدير الذاتي للأطفال  .
·        تباين الأبعاد المنذرة لسلوكيات المضادة للمجتمع وفق التقدير للأولياء .
أهمية البحث :
تبرز أهمية هذه الدراسة في التنبؤ من عواقب السلوكيات المضّادة للمجتمع ، و في تصميم برامج وقائية ، للوقاية المبكرة ، و محاولة منع هذه الخطورة أو الحد من شدّتها بمشيئة الله تعالى ، و هذا بالإسهام في تثقيف هذه الفئة من مخاطر السلوكيات المضّادة للمجتمع و ما تلحقه من ويلات على نفسها و على المجتمع .
حيث  من خلال بناء مقاييس أساليب للكشف المبكر و ما له من فعالية لتنبؤ بالمؤشرات التي تساعدنا على التشخيص المبكر الأولي المنذرة و القيام بأساليب التدخل المبكرة للحد و التصدي للظاهرة قبل فوات الأوان ، ومن ثم القيام ببرامج وقائية للحد من هذه الظاهرة.

أهداف البحث : يمكن تلخيص أهداف الدراسة في الهدفين التاليين :
v   الهدف الأكاديمي :
ü   تهدف الدراسة إلى القيام بالتدخل الإستباقي ، معناه المنهج الوقائي للفئة المدروسة ، وهذا عن طريق أساليب الكشف المبكر عن المؤشرات المنذرة لسلوكيات المضّادة للمجتمع لدى الأطفال .
v   الهدف العملي :
ü       يمكن من فهم السلوكيات المضّاد للمجتمع لدى الأطفال ، ومدى انتشار الخطورة لدى هذه الفئة .
ü   كما تسهم هذه الدراسة في تقديم أسلوب الكشف المبكر للمؤشرات الأولية المنذرة لسلوكيات مضّادة للمجتمع.
ü       من خلال دراسات سابقة لم تتناول بناء مقاييس خاصة بالأطفال.
تحديد المفاهيم :
يشمل البحث على متغيرين أساسية و هما : بروتوكول الكشف المبكر ،المؤشرات المنذرة للسلوكيات المضّادة للمجتمع ، و فيما يلي التعريف الإصطلاحي و الإجرائي لكل منها .
-بروتوكول الكشف المبكر:
التعريف الإصطلاحي :
هي مجموعة من الإجراءات و الأساليب الكشف المبكر عن سمات أو مؤشرات أو أعراض مرضية في مرحلة من مراحل تطور هذه السمات و المؤشرات و الأعراض إلى اضطرابات .
التعريف الإجرائي :
أساليب الكشف المبكر عن سلوكيات مضّادة للمجتمع هي التي تكشف المؤشرات أو العلامات للسلوك المضّاد للمجتمع ، و التي تمكننا أن تنبأ مسبقا عن احتمال ظهور سلوكيات مضّادة للمجتمع مستقبلا لدى الأطفال .
و هي مجموعة من الإجراءات و الأساليب الكشف المبكر للسمات أو المؤشرات أو الأعراض الدالة عن إمكانية نشوء اضطراب ، و في هذا البحث كان البروتوكول على النحو التالي :
§   الأساليب العادية و التي تتمثل في دراسة الملفات الخاصة بالأطفال و دراسة تقارير الآخرين " بطاقة العوامل المؤشرة لسلوك المضاد للمجتمع ".
§        أساليب التقدير العيادي الذي يتمثل في تصميم مقياسين من قبل الباحثة و هما :
ü  مقياس الكشف المبكر عن المؤشرات الأولية المنذرة لسلوكيات المضادة للمجتمع  خاص بالأطفال .
ü  مقياس الكشف المبكر عن المؤشرات الأولية المنذرة لسلوكيات المضادة للمجتمع  خاص بالأولياء .
المؤشرات المنذرة للسلوكيات المضّادة للمجتمع :
التعريف الإصطلاحي :
حسب ولمان *Wolman* 1973 هو السلوك الذّي ينتهك القوانين المباشرة و الضمنية للملكية و الحقوق الشخصية أو القوانين المباشرة و الضمنية التي تهدف إلى الحفاظ على تماسك المجموعة و الثقة بين الأشخاص .
(Wolman1973 , P 27)
بينما يعرفه عطوف 1981 : هو ميل يتسم بمخالفة القانون و التخريب ضد مطالب المجتمع و ضد السلطة الاجتماعية ، و عدم الاستعداد للسلوك الملتزم بالمعايير و القيم الاجتماعية .
(عطوف ياسين 1981 ، 302)
و يعرفه على عبد السلام 1993 : هو ميل أو استعداد للاستجابة بأفعال مضّادة .
(على عبد اسلام 1993 ، ص 52)
و يعرفه الهاشمي 2001 : ميل أو استعداد للقيام بسلوك يتنافى مع الأخلاقيات العامة للمجتمع و الابتعاد عن الالتزام بالقيم و التقاليد الاجتماعية السائدة ، و الأنظمة و القوانين المشرعة و الانعزال عن الآخرين و المجتمع .
(الهاشمي رشيد 2001 ، ص 14)
التعريف الإجرائي:
هي مجموع الدرجات التي يتحصل عليها المستجيب (الطفل و الولي) عبر الإجابة على فقرات أو أسئلة تشمل مؤشرات السلوكيات المضّاد للمجتمع.
و يتم تعريف و قياس هذا المفهوم من خلال :
o       الشكل الأول من المقياس الخاص بالأطفال
o       الشكل الثاني من المقياس الخاص بالأولياء
الإطار المفاهيمي و النظري للدراسة :
يندرج هذا البحث ضمن علم النفس العيادي ،الذي يهتم بمجال الانحراف و الجريمة أو ما يسمى الجريمة و الانحراف .
و اعتمدنا أساسا على الاتجاه المعرفي السلوكي و الاجتماعي و تحديدا دراسة ظاهرة الاضطرابات الشخصية المضادة للمجتمع أو السيكوباتية لدى عينة من الأطفال الذين أقدموا على بعض الأفعال المضادة للمجتمع .
و تم احتجازهم و تقديم الرعاية لهم بمركز إعادة التربية .
الفصل الأول : أساليب الكشف المبكر عن المؤشرات المنذرة لسلوكيات المضادة للمجتمع
تمهيد :
تعتبر عملية الكشف المبكر عن المؤشرات المنذرة لسلوكيات المضّادة للمجتمع عند الأطفال أحد و أهم الخطوات الأولى التي يجب القيام بها في علم النفس ، لأن ظاهرة الانحراف و الإجرام أصبحت منتشرة في معظم بلدان العالم ، و إن هذه  أساليب لتدخل المبكرة تؤدي إلى تصدي هذه الظاهرة ، فإن عملية الكشف تسمح لنا بتحديد هذه الفئة المستهدفة ، وتكمن أهميتها في اختيار برنامج وقائي مناسب .

إن المقاييس هي إحدى المِحكَات الرئيسية و المهمة المستخدمة في عملية الكشف المبكر عن تلك الفئة ، لأنّها تقدم لنا معلومات قيمة قد لا يتسنى الحصول عليها عن طريق الاختبارات الموضوعية بأنواعها المختلفة ، و قد تُستخدم هذه المقاييس للتنبؤ ، ولا ننسى أيضا فائدة دراسة الملفات الخاصة بالأطفال و الملاحظات التي يقدمها كل من المربيين و المعّلمين و الذّين لديهم احتكاك مباشر مع تلك الفئة المستهدفة .
أساليب التقدير و التشخيص لاضطرابات الشخصية:
أساليب الكشف العادية :
*دراسة الملفات أو دراسة السجلات الخاصة بالأطفال :
يمكن الاستناد في تشخيص و تقييم السلوكيات المضّادة للمجتمع (المضطربة) التي تصدر عن الأطفال بالسجلات الخاصة بالمركز ، و ذلك بشكل مستمر و هي عديدة و من بينها :
-السجلات القانونية أو القضائية.
-السجلات الإدارية.
-السجلات المدرسية.
-السجلات الخاصة بالحالة النفسية .
-السجلات الطبية.
-السجلات الخاصة بالمساعد الاجتماعي.
إن السجلات الخاصة أي الملفات لها درجة كبيرة من الأهمية ، لأنّها تعتبر بمثابة مقاييس حول آثار المشكلة و تأثيراتها المختلفة ، و من ثَّمَ تعد ذات دلالة اجتماعية ، و من المأخذ على هذه السجلات أن غالبية الأفعال بها ، وهذا ما أكدت عليه العديد من الدراسات مثل دراسة "إمبي Mbi ، 1982" و "أليون Alioun و آخرين ، 1985" و "كازدين Kzdin ، 2000" .
أساليب الكشف المبكر :
بناء مقياس :
للوصول إلى أساليب التدخل المبكر لتصدي ظاهرة السلوكيات المضّادة للمجتمع لدى الأطفال ، فكان من الضروري بناء مقياسين، و هو من بين الأساليب الأكثر تقدما و يكون ملائما لخصائص مجتمع البحث ، و من أهم شروط المقاييس العلمية هي تحديد المفهوم المراد قياسه بشكل واضح و دقيق ، وبعدها القيام بصياغة الأبعاد التي تقيس الموضوع الذّي نحن بصدد دراسته ، و من ثَّمَ نستخرج المؤشرات المنذرة لسلوكيات المضّادة للمجتمع لدى الأطفال ، و أيضا لتعرف على الأعراض المرضية المختلفة ، و مع ذلك فنادرًا ما يُقدَر الأطفال أنّهم يعانون مشكلة معينة و أنّهم بحاجة إلى العلاج من نوع معين ،فمن المستحسن القيام ببناء مقياسين خاص بهذه الفئة لأنّه قد تكون له قيمة و أهمية خاصة للتنبؤ لمثل هذه المشكلات لتدخل السريع و القيام بالوقاية .
-       هناك دراسة الجبوري إيمان 1995 "ببناء مقياس مقنن للاتجاه المضّادة للمجتمع لدى طلبة المرحلة الإعدادية ".
-   و هناك دراسة اللهيبي عبد الستار 1996 " دراسة مقارنة في السلوك المضّاد للمجتمع بين أبناء  المعوقين و أبناء غير المعوقين في محلة المتوسطة" .
-   و هناك أيضا دراسة الهاشمي 2001 "معرفة مستوى الاتجاه المضّاد للمجتمع لدى طلبة الجامعة وفقا للمتغيرات (الجنس – التخصص) ".
إن الدراسات الحديثة في علم النفس و التربية تشير إلى أنْ نقوم بالبحث و القيام بالكشف عن المشكلات المتعددة التي يقع فيها الشباب مستقبلا ،      و التي تؤدي إلى سلوكيات مضّادة للمجتمع ، فيجب استخدام مقاييس خاصة للكشف المبكر و هذا لفائدة المجتمع .
و لقد تطلب هذا  البحث القيام ببناء مقياسين :
§   الأول " مقياس للكشف المبكر عن المؤشرات الأولية لسلوكيات المضادة للمجتمع خاص بالأطفال "
§   و الثاني " مقياس للكشف المبكر عن المؤشرات الأولية لسلوكيات المضادة للمجتمع خاص بالأولياء".
 إنّ المقياسين  لهما أهمية للكشف المبكر لسلوكيات مضّادة للمجتمع و هذا للتنبؤ للحالة قبل الوقوع في أخطار أخرى .
الفصل الثاني  : الطفولة
 تمهيد :
إن مرحلة الطفولة مرحلة مهمة في حياة الإنسان ، تبدأ منذ الميلاد حتى بداية سن المراهقة ، و لأحداثها آثار واضحة في بقية عمره سواء كان ذلك في السلوك أو الصفات الشخصية .
إن الطفل كائن رقيق سهل التشكيل و سهل التأثر بما يدور حوله و من هنا تكون المسؤولية كبيرة في تنشئة و توجيهه .
فإما إلى الطريق الصحيح فينشا شابًا على نهج سليم بعيدًا عن الاضطرابات و المشاكل النفسية و السلوكية ، وإما أن ينشأ مليئاً بالعقد النفسية التي تؤدي إلى الجنوح أو المرض النفسي .
و قد قسم علماء النفس الطفولة إلى ثلاث مراحل : أولها الطفولة المبكرة بين (2-6) سنوات ، وثانيها الطفولة المتوسطة بين (7 و نهاية 8) سنوات و أخيرا الطفولة المتأخرة من (9-12) السنة و تسمى أيضا المدرسة الابتدائية أو مرحلة ما قبل المراهقة أو قبيل المراهقة ، حيث يكتسب فيها آليات التوافق الاجتماعي فيبدي اهتمامًا كبيرًا بالعمل الجماعي كما تنمو لديه مشاعر الحب و التعاون و الولاء لجماعة الأقران ، و هنا يصبح سلوكه بصفة عامة أكثر جدية ، و تعد هذه المرحلة مرحلة تهيئة النفس لمرحلة المراهقة ، إذ يبدي الطفل نوعًا من المقاومة نظرًا لتدخل الكبار في مسائله الخاصة و إثبات الذّات من خلال ما يقوم به من مجهودات كبيرة .
تعريف الطفولة المتأخرة:
*تعريف الطفولة:
الطفولة مرحلة عمرية من دورة حياة الكائن الإنساني تمتد من الميلاد إلى بداية المراهقة ، ففيها يتحول الفرد إلى كائن اجتماعي و ينتقل من حالة العجز الشبه التام و الاعتماد على الآخرين عند الميلاد إلى حالة الاعتماد على النفس و الاطلاع بنشاط ابتكاري خلاق و فعال بما يتواءم مع استعداداته و قدراته الشخصية و بما يتوفر في مجتمعه من متطلبات التطبيع الاجتماعي و التربية و الرعاية الصحية و غيرها .
(سوسن شاكر مجيد ، 2008 ، ص 14)
و قد نجد بأن الطفولة تنقسم إلى مرحلتين ، الأولى الطفولة المبكرة و تمتد من (2-6) سنوات أما المرحلة الثانية و هي الطفولة المتأخرة و تمتد من (6-12) سنة و تعرف كالتالي :
*تعريف الطفولة المتأخرة :
تعتبر الطفولة المتأخرة آخر مراحل الطفولة و يليها مباشرة تهيئ الطفل لمرحلة المراهقة .
(أحمد زلط ، 2000 ، ص 118)
تعريف عافية رمضان :
تعرفها على أنها المرحلة اليتميز بها الكائن البشري من الميلاد إلى سن الثانية عشر سنة  ،و هي مرحلة تتميز بالنمو السريع للفرد في جوانبه جميعًا ،وتبعا لذلك نجد أنها تتسم بالمرونة و القابلية للتربية و التعليم ، و فيها يكتسب الطفل الاتجاهات والعادات والمهارات العقلية و الاجتماعية و البدنية .
(عافية رمضان، 1988 ،ص 20)
تعريف مريم سليم : تعرفها على أنها مرحلة عمرية ممتدة من (9-12) سنة و تطلق عليها مرحلة الطفولة الهادئة كعلامة على اختفاء الضجيج و العناد الشائعة في المرحلة السابقة .
(مريم سليم ، 2002 ، ص 113)

تعريف خليل ميخائيل معوض : يعرف مرحلة الطفولة المتأخرة على أنها مرحلة بداية التحاق الطفل بالمدرسة و تنتهي بنهاية تجربة منها ، و بنهاية هذه المرحلة يشرف الطفل على الدخول في مرحلة المراهقة و يطلق البعض على هذه المرحلة "قبيل المراهقة" إذ في هذه المرحلة تتسع دائرة بيئته الاجتماعية و تتنوع تبعًا لتعدد علاقاته، و يكتسب الطفل معايير و اتجاهات و قيم جديدة .
(خليل مخائيل معوض ، 2003 ، ص 222)
أهمية مرحلة الطفولة المتأخرة :
تعد الطفولة من أهم المراحل التي يمر بها الكائن البشري في حياته ، و لا سيما مرحلة الطفولة المتأخرة ، حيث تعتبر من المراحل المهمة في حياة الإنسان ، لأن الطفل في هذه المرحلة يُركز على اكتساب المهارات الشخصية و الاجتماعية ، كما تزداد لديه الأنشطة التي تنمي له الشعور بالإنجاز و تدعم لديه مفهوم الذّات الايجابي ، كما أن الطفل ينتقل في هذه المرحلة من الاعتمادية إلى الاستقلالية ، حيث تكون له هواياتِه و أنشطتِه و شخصيتِه المميزة .
(صالح عبد الكريم ، 2011 ، ص 70)
كما يكتسب الطفل في هذه المرحلة القدرة على الانتقال من مكان لآخر مستقلاً نسبيًا عن الكبار ، ونموه الحركي يمكنه من التعامل مع الأشياء بفعالية أكبر ، و حرية أكبر بعيدًا عن مراقبة الكبار ، و إن كان كثير من عادات الطفل و أفعاله في هذه المرحلة تجد مقاومة من الكبار مما يؤدي إلى تعديل سلوكه بحسب قيم الكبار و عاداتهم .
(زكريا الشربيني و يسريةصادق ، 1996 ، ص 46-47)
خصائص الطفولة المتأخرة:
هناك عدة خصائص تتميز بها مرحلة الطفولة المتأخرة و تختلف هذه الخصائص من سن إلى أخر و تتمثل في:
- أطفال التاسعة نجد أنّهم يتميزون بما يلي :
-       كثيرو النقد لذواتهم و للآخرين مع الافتقار إلى الثقة في النفس .
-       متقلبو المزاج بين الحين و الآخر و الشجاعة و الاكتئاب .
-   معقولون في مطالبهم و توقعاتهم ، يتميزون بالصدق و الأمانة يمكن الاعتماد عليهم في تحمل المسؤوليات .
-       متوافقون مع أصدقائهم يميلون إلى التنافس الجماعي لا الفردي .
(عصام نور ، 2006 ، ص 105)
- أطفال العاشرة نجد أنهم يتميزون بما يلي :
-       الواقعية .
-       القدرة على التمييز بين ما هو صواب و ما هو خطأ .
-       الرغبة في إقامة صداقات كثيرة .
-       مغرم بالمنزل و يشعر بالراحة كلما كان قريبا من المنزل .
-       الطفل في هذه المرحلة يكون صديقا لأبيه و لأمّه و يشارك في الأسرة .
- أطفال الحادية عشرة نجدهم يتميزون بما يلي :
-       الاعتماد على الذّات في اتخاذ قراراتهم .
-       يحب الحركة و يكره العزلة ميال إلى الانطلاق و الرغبة في مقابلة الغير من سنه و التنافس معهم .
-       محب للاستطلاع .
-       متطرف في آرائه لتأكيد ذاته .
(عصام نور ، 2006 ، ص 106)
- أطفال الثانية عشر يتميزون بما يلي :
-       فترة تشجيع على تكامل الشخصية .
-       يبدأ الطفل في هذه المرحلة بتكوين المفاهيم و الاهتمام بالعدالة و القانون و الولاء.
-       التذبذب بين سلوك الطفولة و سلوك البالغين.
-       الأطفال في هذه المرحلة متحمسون و منطقيون لديهم القدرة على الإبداع .
-       الأطفال في هذا السن أكثر قدرة على تقبل الآخرين و التعاطف معهم من جهة و من جهة أخرى تبرز كثرة النقد الذّات .
(عصام نور ، 2006 ، ص 107)


تصنيف الأطفال الماكثين في المركز :
- الطفل غير الشرعي :
هو الطفل بلا هوية بلا جذور نتيجة علاقة غير شرعية ، تخلى الأب عن مسؤوليته و خافت الأمّ من العار و الفضيحة ، فلم يكن أمامها إلا أن تتخلى هي الأخرى عليه .
- الطفل الموجه من طرف قاضي الأحداث :
باعتبار أنه في خطر و هذا الصنف يضم أطفال العائلات الذّين لديهم مشكلة عدم القدرة على التكفل من جميع النواحي و عدم توفر الجو النفسي الملائم له .
- الطفل الذّي يودع من طرف والديه:
الذّي يودع لمدة محدودة نتيجة لمصاعب مادية مؤقتة ، يبقى لمدة طويلة و من ثَّمَ يتم التخلي عليه ، وقد يوضع بحجة عدم تفاهم الزوجين .
- الطفل اليتيم:
هو الطفل الذّي فقد أبويه و لم يبلغ سن الرشد ، ولقد أعطى الإسلام أهمية خاصة تدعو إلى تربية اليتيم و العناية به .
- الطفل المتشرد:
و هذا المتشرد قد يتطور إلى أن يأخذ صورة من صور التسول ، وهذا يعود إلى الظروف الاقتصادية الصعبة التي يوجد فيها الطفل كالفقر و بعض الضغوطات التي تقلق الطفل ، و هذا يضطر إلى الهروب بسبب السيطرة المفروضة  عليه من طرف الأولياء و كثرة المشاكل و الخلافات و قد يكون سبب وفاة أحد الوالدين .
- طفل لزوجين مطلقين:
هذا الطفل يتضرر كثيرا من أثر طلاق والديه و يصبح  ضحية لمشاكل كثيرة ، فالطلاق يحرم الطفل من رعاية و توجيه والديه ، فحرمانه من الناحية المادية و المعنوية يؤدي إلى التشرد و التسول ، و في أغلب الأوقات يؤدي إلى الانحراف .
(إبراهيم لسعد 1986 ، ص 310 )
الفصل الثالث :  السلوكيات المضادة للمجتمع
تمهيد :
السلوكيات المضّادة للمجتمع أو الخطوة هي سلوكيات غير مرغوبة و هي خطر على المجتمع ، و أول ما تلحق به من صدر على مقترفها ، فلا ريب أن كل ما يصدر عن الانسان من سلوك ينعكس ضرره و نفعه على الانسان نفسه أولا قبل الآخرين ، و كلما تكرر الفعل و اعتاد الفرد أصبح كالسجية التي لا تفارقه و نعت به ، و المجتمعات الإنسانية قاطبة تعاني من السلوكيات الخطرة الناتجة عن أبناءها .
تعريف السلوك المضّاد للمجتمع :  السلوك المضّاد للمجتمع هو الفعل الذّي يعرض الإنسان نفسه أو غيره للضرر، و هو الاستجابة التي تهدف إلى إلحاق الضرر أو الأذى بالآخرين ، و هو أي أسلوب يُصدِره الفرد لفظيا أو بدنيا ، صريحا أو غير صريح أو ضمنيا ، مباشرا أو غير مباشرا ، إيجابيا أو سلبيا ،و يحدده صاحبه بأنّه سلوك أمْلَته عليه مواقف الغضب أو الإحباط أن الإزعاج من قبل الآخرين أو مشاعر عدائية و ترتب على هذا السلوك أذى بدني أو مادي أو نفسي للآخرين أو للشخص نفسه.
(عبد الكريم وآخرون 2009،ص 94)
 السلوك المضّاد للمجتمع هو ميل أو استعداد مسبق للسلوك ذو ثلاثة مكونات تتحدد فيما بينها لتكون الاستجابة النهائية الشاملة قد يتخذها الفرد ضد المجتمع و هذه المكونات هي كالآتــــــــــي :
-       المكون الانفعالي (المشاعر السلبية نحو المجتمع) .
-       المكون المعرفي (المعتقدات الاجتماعية) .
-       المكون السلوكي (السلوك المضّاد للمجتمع) .
 (طه عبد القادر فرج 1979 ، ص 98)
إن السلوك المضّاد للمجتمع هو اتجاه سلبي يقوم به الفرد على معارضة القيم و عدم موافقته عليها .
(منسي 1982 ، ص 26)
عرفه "كوفمان" "بأنهم الأشخاص الذين يظهرون سلوكيات شّاذة نحو الآخرين و الذّين تظهر عليهم سلوكيات غير مقبولة و غير متوافقة مع البيئة المحيطة بهم و مع مجتمعهم كما أن توقعاتهم بالنسبة لأنفسهم و للآخرين غير صحيحة .
(عبد الفتاح دويدار 1993 ، ص 180)
 إن السلوك المضّاد للمجتمع هذا السلوك بطبيعة الحال يكون ضد معايير الجماعة و قيمها السائدة و هو لا يؤدي في نهاية الأمر إلى خدمة الفرد أو الجماعة بل أن تأثيره ضار و هدام يتكون نتيجة خبرة الفرد النفسية ذات الطابع المتسم بالتذكر أو التخيل أو التصور أكثر من خبراته الناتجة عن تفاعله مع عناصر البيئة الخارجية .
(الجبري إيمان عبد الكريم 1995 ، ص 26)

-المؤشرات الأولية المنذرة لسلوكيات المضادة للمجتمع :
إن السلوك المضّاد للمجتمع من بين مشكلات الأطفال يميل إلى أن يكون ثابتا عبر الزمن ، و لا ينطبق هذا الثبات على العديد من الأشكال الأخرى من اختلال الأداء الوظيفي التي يتم الشفاء منها على مدار مضمار النمو ، و بذلك يبدي الأطفال نمطا ثابتا من أنماط السلوك المضاد للمجتمع كالأفعال العدوانية الموجهة اتجاه الآخرين على سبيل المثال ، يكون من غير المحتمل أن يتخلص هؤلاء الأطفال منها ببساطة .
و بعض الأطفال يمكن أن يكون لديهم هاتين الخاصيتين من الصعوبات : الصعوبات الأكاديمية و المعرفية و الصعوبات الانفعالية الاجتماعية بصورة أساسية ، و مستقلة عن الصعوبات أو المشكلات الأكاديمية،و البعض الآخر تكون الصعوبات الانفعالية الاجتماعية نتيجة لصعوبات أكاديمية .

4-العوامل المُولِدة للسلوكيات المضّادة للمجتمع :
هناك عدة عوامل تؤثر على الطفل لكي يسلك سلوكيات مضّادة للمجتمع في المستقبل و سوف نذكر أهمها : البيئة ،الأسرة ، الحي السكني ، الأصدقاء أو جماعة الرفاق ، المدرسة ، وسائل الإعلام ، الشخصية ، السلوك ، الشغل أو العمل ، الاقتصادية و الاجتماعية .

المنهج المستخدم للدراسة :
من مُنْطلق طبيعة هذه الدراسة و ما تختص به نظريا و عمليا و الأهداف التي تسعى لتحقيقها ، التي تتميز عن غيرها من الدراسات السابقة و التي تتمثل في بناء أداة لقياس مؤشرات منذرة بسلوكيات مضّادة للمجتمع لدى الأطفال بمركز إعادة التربية ، إن هذه الدراسة تعبر من البحوث الوصفية ، حيث يعد هذا البحث بحثًا ميدانيا استطلاعيا يرمي إلى التنبؤ بالسلوكيات المضّادة للمجتمع لدى الأطفال ، واستخدمت الباحثة المنهج


الوصفي بمدخليه الوثائقي و المسح الاجتماعي ، الذّي يعتمد على دراسة الظاهرة كما هي في الواقع ، و تهتم بوصفها و توضيح خصائصها تعبيرا كميا ، وبوصفها رقميا بما يوضح حجمها أو درجات ارتباطها مع الظواهر الأخرى و هذا المنهج لا يهدف إلى وصف الظواهر أو وصف الواقع كما هو بل الوصول إلى استنتاجات تهم في فهم الواقع و تطويره .
(عبيدات محمد ، 1990 ، ص 177)
يختلف المنهج باختلاف الدراسة المراد دراستها وبالتالي يتوقف اختيار المنهج المناسب على طبيعة الموضوع نفسه للوصول إلى إيجاد تفسيرات للظاهرة أو المشكلة ، بما أن المنهج في أي بحث علمي مرتبط بطبيعة المشكلة .
لقد اعتمدت في هذه الدراسة على المنهج الوصفي ، ففي الدراسات الوصفية تهدف المناهج إلى اكتشاف أهم التغيرات المرتبطة بظاهرة معينة أو التي يمكن أن ترتبط بها ، ويقوم المنهج الوصفي على دراسة الظروف والظواهر والعلاقات والمواقف كما هي موجودة دون تدخل ، ويساعد الوصف الدقيق لها على تفسير المشكلات التي تتضمنها والإجابة على التساؤلات الخاصة بها ومن ثم دراستها دراسة علمية دقيقة.
ولابد أن يتوفر لدى الباحثين أوصاف دقيقة للظواهر التي يدرسونها مثل أن يمكنهم من تحقيق كبير في حل المشكلات. ويعتبر المنهج الوصفي من أكثر المناهج استخداما في الدراسات والبحوث التي تهدف إلى جمع البيانات الموضوعية حول الظاهرة المدروسة ،كما أن دراسة العلاقات الارتباطية بين التغيرات البحث تتطلب استخدام المنهج الوصفي الارتباطي.
عينة الدراسة :
/ كيفية المعاينة: قد تم تحديد المجتمع الأصلي الذي على أساسه استخرجت العينة ، وقد تم اختيار العينة وفق المعايير التالية :
·        أن يكون المفحوص موجود في مركز إعادة التربية و قد مرت عليه فترة لا تقل على 03 أشهر .
·        أن يتمتع بمستوى تعليمي مقبول يمكنه من الإجابة على أسئلة المقياس .
/ أسلوب المعاينة : طريقة المعاينة المستخدمة هي من نوع المعاينة القصدية و هي العينة التي تتم اختيار سهولة و إمكانية توفرها .
(معلم سامي ، 2000 ، ص 223)
كما يستخدم هذا الأسلوب من المعاينة إذا كان أفراد المجتمع الأصلي معرفين تماما لأنها كانت بشكل مقصود من طرف قبل الباحثة ، نظرا لتوفير بعض الخصائص في أولئك الأفراد دون غيرهم ، و تكون تلك الخصائص من الأمور المهمة بالنسبة لدراسة كما يتم اللجوء إلى هذا النوع من العينات في حالة توفر  البيانات اللازمة لدراسة لدى فئة محددة من مجتمع الدراسة الأصلي .
(عبيدات محمد، 1999 ، ص 96)



 خصائص أفراد العينة:
التوزيع حسب السن: تكونت عينة البحث من 34 فرد يتراوح المدى العمري لهم بين (7-12) سنة بالنسبة للذكور ، و المتوسط العمري المقدر ب (9) سنوات ، و يتراوح المستوى التعليمي لهم من الابتدائي إلى السنة الأولى من التعليم المتوسط .
أدوات تحليل البيانات :
تم تحليل بيانات هذا البحث باستخدام الأساليب الإحصائية التالية :
§        المتوسط الحسابي لحساب متوسط درجات أفراد العينة في مختلف مقاييس البحث .
§        الانحراف المعياري لحساب تشتت درجات أفراد العينة في المقاييس المستخدمة .
§        معامل فريدمان للرتب لترتيب  درجات أفراد العينة في المقاييس المستخدمة .
§        اختبار "ت" للعينة الواحدة
§        معامل الارتباط :استخدام معامل ارتباط بيرسون لمعرفة نوع العلاقة التي تربط متغيرات البحث بعضها البعض .
§   معامل الفا-كرونباخ  Alpha-cronbakh ، Split-half ، Spearman-brow و ذلك لتحقق من صدق و ثبات مختلف المقاييس المختلفة في هذا البحث .
و هذا من خلال تطبيق برنامج الإحصاء الخاص بالعلوم الاجتماعية spss باستخدام جهاز الإعلام الآلي .



المراجع
1.  السامرائي مهمدي صالح 1994 : مخاوف الشباب و حاجاتهم في الظروف الحالية و أنواعها ، أسبابها ، معالجتها ، مركز البحوث التربوية و النفسية ، بغداد .
2.    عطوف ياسين 1981 : قضايا نقدية في علم النفس المعاصر ، مؤسسة نوفل ، طبعة 1 ، الكويت .
3.    مدبولي جلال 1985 : تطوير ملامح جنوح الأحداث ، مكتب الأمل للنشر و التوزيع ،طبعة 2 ، الرياض .
4.  الهاشمي رشيد ناصر خليفة 2001 : قلق المستقبل و علاقته بالاتجاهّات للمجتمع لدى طلبة المرحلة الجامعة ، رسالة ماجستير ، كلية التربية ابن الهيثم ، جامعة بغداد .

5.  اللهيبي عبد الستار عبد الجبار 1996 : دراسة مقارنة في السلوك المضادة للمجتمع بين أبناء المعوقين و أبناء غير المعوقين ، مرحلة المتوسطة ، كلية التربية ابن الرشد ، جامعة بغداد .

Commentaires